محضر الندوة العلمية:" الأرشيف الجهوي: تراث وتنمية" - بمشاركة منتدى الباحثين في العلوم الإدارية والمالية
(...)
شاركت جماعة تطوان، إلى جانب مؤسسة أرشيف المغرب، وكلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان
في تنظيم ندوة علمية تحت شعار:" الأرشيف
الجهوي : تراث وتنمية"، (...)، وذلك
بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، يوم 30 نونبر 2016، ابتداء من الساعة التاسعة
صباحا.
افتتح هذا
اللقاء العلمي بكلمة لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ذ.محمد سعد الزموري؛
رحب فيها بالحضور وبالضيوف الأجانب، وأشار لأهمية اللقاء وانعقاده بمناسبة اليوم
الوطني للأرشيف وبنوعية المشاركين فيه وبمواضيعه القيمة. وأضاف أن الأرشيف هو
بمثابة ذاكرة الأمم والحضارات، تضرب في عمقه وتتغذى منه لتبني حاضرها ومستقبلها.
واعتبر أن هذا اللقاء تاريخي إذ أن مؤسسة أرشيف المغرب تحتفي به لأول مرة
خارج الرباط، بتطوان. وانتقل إلى الحديث عن الرهانات المرتبطة به على الصعيد
الجهوي كمساهمة في بناء الروافد.
تلته كلمة
السيدة أمينة بن عبد الوهاب، نائبة رئيس جماعة تطوان، أكدت فيها أن موضوع الأرشيف
يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للجماعة ، إذ تعتبره هوية وتاريخ وذاكرة تطوان. وأن
الاهتمام به لطالما أرقها باعتبار أن المحافظة عليه هي محافظة على حقوق الأفراد
والمؤسسات. ثم انتقلت إلى الحديث عن المقتضيات القانونية في هذا الموضوع مشيرة إلى
المادة 50 من القانون التنظيمي للجماعات 113.14 الذي يقتضي أن يخضع أرشيف الجماعة
للقانون المتعلق بالأرشيف 69.99 .مما يتطلب التعاون مع مؤسسة أرشيف المغرب
المشكورة على استجابتها وتنظيمها لهذه الندوة العلمية. وأردفت أن الهدف هو التفاعل
مع القوانين وتنزيلها وكذلك الاهتمام بأرشيف تطوان كتراث حضاري والتعرف على
الأرشيف المحلي على المستوى الجماعي والإداري وكذا أرشيف الخواص بتطوان. ودعت إلى
استمرارية التنسيق والتعاون شاكرة كل الساهرين على تنظيم وإنجاح هذا اليوم الدراسي
بالخصوص السيد عميد الكلية والسيد مصطفى الغاشي الذي بذل مجهودا كبيرا لإنجاح هذا
اللقاء.
وفي أعقاب
ذلك أدلى مدير أرشيف المغرب، ذ. جامع بيضا؛ بكلمته وقدم محاضرة افتتاحية في
موضوع :"مسالة الأرشيف في المغرب: رهانات وتحديات". أشار فيها لتوصل
مؤسسة أرشيف المغرب بأرشيف المناضل التطواني محمد العربي المساري التي تعتبر هذه
الندوة إهداء لروحه الطاهرة التي لابد أنها سعيدة برؤية تطوان - مسقط رأسه- ترعى
موضوع الأرشيف الذي سكنه قيد حياته وشكل إحدى هواجسه لعقود طوال. و أعتبر
هذه التظاهرة لبنة أولى للتعاون مع هذه الجهة من خلال الاتفاقية الإطار من
أجل تطوير تعاون علمي جدي في مجال الأرشيف والأرشفة تدبيرا وتراثا وتنمية، منوها
بالحماس الذي لمسه في تطوان للمضي قدما في كل المشاريع التي تنعكس إيجابا على وضع
الأرشيف محليا ووطنيا.
وتضمن
البرنامج العام للقاء جلستين، كانت الأولى برئاسة، ذ.محمد بوتبقالت، وشملت محاضرات
ساهم بها الأساتذة: عبد الحكيم المرابط، رئيس منتدى الباحثين في العلوم الإدارية
والمالية، بمداخلة تحت عنوان " دور الأرشيف في تحقيق التنمية الجهوية"
وذ. امحمد حمومي رئيس الجمعية الوطنية للإعلاميين بمداخلة في موضوع " الأرشيف
الجهوي وسؤال التدبير"، والسيدة أنياس فاتكان ، مديرة أرشيف محافظة
لاجيروند بفرنسا، في موضوع حول "شبكة أرشيف المجموعات الترابية بفرنسا "
والسيد ميكال دياز ماس عن الإدارة العامة لأرشيف جهة مدريد بإسبانيا بمساهمة
بعنوان " أرشيف جهة مدريد: تجربة التدبير اللامركزي في قلب الدولة"، وهي
تجارب مهمة يمكن الاستفادة منهما في إطار تدبير الأرشيف المحلي والجهوي والوطني .
أما السيد
عادل الدكداكي ، المستشار بجماعة تطوان، فقد ساهم بمداخلة تحت عنوان : "أرشيف
جماعة تطوان، الوضعية وآفاق برنامج التدبير" تعرض فيها للإهتمام الذي توليه
جماعة تطوان للأرشيف كمؤسسة دستورية تحمل على عاتقها صيانة ثقافة وحضارة الوطن.
وأكد أن ثقافة الحفاظ على الأرشيف تقتضي وجود ثقافة للتوثيق. وتمحورت مداخلته حول
ثلاث محطات أساسية وهي تاريخ التأسيس الجماعي بتطوان ثم الإكراهات والصعوبات التي
يعرفها تنظيم الأرشيف ، فالتوصيات و الآفاق المنتظرة وهي إدراج مهمة إدارة الأرشيف
ضمن منظام الجماعة الجديد؛ و تهيئة وشيكة لفضاء مناسب لتجميع الأرشيف وفق القانون التنظيمي
113.14 ؛ وتفعيل الاتفاقية الإطار بتنظيم الأرشيف؛ وتسريع الدورات التكوينية في
مجال تدبير الأرشيف؛ ومتابعة المكننة والرقمنة ببرمجيات جديدة؛ والتواصل مع
الإدارة الترابية الوصية من أجل استرجاع واستنساخ الوثائق الموجودة بمكتبات
بالخارج ؛ والاستعانة بالأساتذة والطلبة لإنجاز البحوث...
أما الجلسة
الثانية فقد كانت برئاسة ذ. نزار التجديتي، وضمت مداخلات، ذ. محمد خرشيش، عن جامعة
تطوان، بموضوع: " أرشيف عائلة بنونة"؛ وذ. مصطفى الغاشي، عن جامعة تطوان
، بموضوع " أرشيف عبد الله كنون بطنجة "؛ وذ. عبد العزيز السعود، عن
جامعة تطوان، بمداخلة حول " أرشيف ابن عزوز حكيم بتطوان"؛ وذ. الطيب
بوتبقالت عن مدرسة الملك فهد للترجمة بطنجة، بمداخلة في موضوع: " الأرشيف
الجهوي للمنظمات غير الحكومية"؛ وذة. حسناء داوود، عن مؤسسة محمد داوود
" ذاكرة تطوان من خلال أرشيف محمد داوود مؤرخ تطوان"؛ وذة.سناء ادريسي
وكيلي عن أرشيف المغرب، بموضوع حول : "الأرصدة الخاصة المحفوظة بأرشيف
المغرب"
وتخللت هذه
المحاضرات مناقشات تمحورت حول أهمية الحفاظ على الأرشيف باعتباره تراثا ثمينا وعن
السبل الكفيلة بإتاحته لكل الباحثين وتسهيل ولوجهم إليه وعن التحسيس بضرورة إيداع
الأرشيفات الخاصة لدى مؤسسات كفيلة بالعناية بها وحفظها من الضياع.
وعلى هامش
هذه الندوة، قام المشاركون بزيارة لبعض مراكز الأرشيف بتطوان، المكتبة الداودية
ومؤسسة الشهيد امحمد بنعبود، قصد الاطلاع عن قرب، على مخزونها من التراث
وعلى طرق تدبيرها.
تعليقات
إرسال تعليق